التنوع الإحيـــــــــائي
ماهو التنوع الإحيـــــــــائي ؟
لقد خلق خالق هذا الكون جلَّت قدرته هذه الأرض، وأوجد فيها الإنسان، وأوجد فيها الكائنات الحيّة بمختلف أجناسها وأنواعها. فعالم النباتات يزخر بتنوع واسع من الأشجار الكبيرة الضخمة، والشجيرات الصغيرة والأعشاب المتنوعة، والكائنات الحيّة النباتية الدقيقة وعالم الحيوانات يشمل الحيوانات البرية والمائية والطائرة بمخ...
تلف أجناسها وأنواعها، وعالم الكائنات الحيّة الدقيقة يشمل الكائنات المجهرية التي لا يمكن رؤيتها إلاّ بواسطة المجاهر أي الميكروسكوبات ومنها البكتريا والطحالب والفطريات والفيروسات وغيره.
ويتداخل عمل جميع هذه الكائنات الحيّة فتعمل مع بعضها لتكوَّنَ بذلك نسيجاً إحيائياً واحداً في البيئة تشدُّ مكوناته التي يتركب منها بعضها بعضاً، فإذا غاب أو نقص نوع أو جنس من هذه الكائنات، أثر ذلك الغياب أو النقص في قوة وثبات هذا النسيج الأحيائي.
وتتميز المناطق الجغرافية المختلفة على هذه الأرض عن بعضها البعض بوجود أجناس وأنواع محددة من النباتات والحيوانات والكائنات الحيّة الدقيقة، فكل منطقة تتميز عن المنطقة الأخرى بكائناتها الخاصة بها.
ويمكن أن نعرف مصطلح التنوع الأحيائي في البيئة في الآتي:
هو وجود مدى واسع من الأنواع المختلفة في الجنس والنوع من الكائنات الحية، الموجودة أصلاً بصورة طبيعية في بيئة واحدة، لتضم بذلك هذه البيئة النباتات بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها، وتضم أيضاً الكائنات الحيّة الحيوانية الفقارية كالحيوانات الثديية والطيور، والكائنات الحيّة اللافقارية كالديدان والحشرات، وتضم كذلك الكائنات الحيّة الدقيقة المجهرية كالبكتريا والفطريات والطحالب وغيره.
هذا التنوع الأحيائي له دور مهم ووظيفة عظيمة، ولم يقف الإنسان على حقيقة أهمية ودور التنوع الأحيائي في البيئة بشكل دقيق إلا في السنوات الأخيرة من هذا القرن، خاصة بعدما عمل الإنسان بنشاطاته المختلفة على انقراض بعض أنواع الكائنات الحية النباتية والحيوانية، فحتى سنوات قليلة مضت، كان الانطباع لدى عامة الناس على التنوع الأحيائي أو التنوع الحيوي يقتصر على الناحية الجمالية في الطبيعة، غير أن التوسع في الدراسات البيئية، والتعمق في التخصص الدقيق المتعلق بعلاقات أنواع الكائنات الحيّة بعضها ببعض، قد أظهر الأهمية الكبيرة والدور العظيم الذي يقوم به التنوع الأحيائي في البيئة وحياة الإنسان، مما جعل اعتبار التنوع الحيوي كعنصر مرادف لجمال الطبيعة بعيداً جداً عن موقعه الأول، وجعله في آخر الاعتبارات.
لقد دلت نتائج الدراسات والأبحاث البيئية أن انقراض نوع واحد من الأنواع الحيّة التي توجد في أي منطقة من المناطق على الكرة الأرضية يؤدي إلى تفكيك مكونات النسيج الأحيائي البيئي وخلخلته وإلقائه على حافة المجهول، ولا يقتصر أمر هذا الضرر على المنطقة التي يحدث فيها خلل التوازن البيئي فقط، وإنما ينتقل هذا الضرر إلى المناطق الأخرى المجاورة.
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق كل شيء في أرجاء الكون بقدر موزون، فكل شيء أوجده الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض أو أوجده في الكون كله يخضع لعملية التوازن الطبيعي، وله وظيفة ومهمة يؤديها ويقوم بها في البيئة، ومن أجل أن تسير أمور الحياة بشكلٍ متناسق موزون، فقد جعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا الوجود الآلية الطبيعية الذاتية التي تقوم بعملية التوازن الطبيعي، بحيث لا يطغى مخلوق على مخلوق آخر إلاّ بما قدره الله سبحانه وتعالى. ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بوضوح في آيات قرآنية عديدة.
ومن هنا نرى أن جميع الكائنات الحيّة النباتية والحيوانية والكائنات الحيّة الدقيقة بمختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها لها دور مهم عظيم في البيئة، إذ إنها تتفاعل مع بعضها البعض تفاعلاً معقداً دقيقاً موزوناً، غير أن الإنسان ربما تدخل بشكل مباشر عن طريق نشاطاته المختلفة، وعمل على تغيير التوازن الطبيعي الذي أوجده الله ـ سبحانه وتعالى ـ في البيئة من أجل صالحه، وجميع الكائنات الحيوانية التي أوجدها الله في الأرض إنما هي وجدت من أجل المنفعة والمصلحة، وكلنا نعلم الدور الذي تقوم به الحيوانات، فهي على سبيل المثال إضافة إلى كونها من مصادر الغذاء للإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، فهي أيضاً تلعب دوراً مهماً في النظام البيئي، وتساهم في المحافظة على بقاء مكونات البيئة الحيّة. لذا فإن عمل الإنسان بقصدٍ أو من غير قصد على الإخلال بهذا التوازن الطبيعي، وتسبب في انقراض أو نقص أو تزايد أعداد كائن حي ما يعيش في بيئة معينة، فهو بذلك يكون قد أثر على وجود الكائنات الحية الأخرى في هذه المنطقة، وتتأثر بذلك حياة الإنسان بشكلٍ مباشر وغير مباشر.
من مقال للدكتور / عبدالبديع حمزة زللي
أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي بكلية العلوم
ورئيس وحدة البحوث البيئية والصحية- جامعة أم القرى ـ المدينة المنورة
ويتداخل عمل جميع هذه الكائنات الحيّة فتعمل مع بعضها لتكوَّنَ بذلك نسيجاً إحيائياً واحداً في البيئة تشدُّ مكوناته التي يتركب منها بعضها بعضاً، فإذا غاب أو نقص نوع أو جنس من هذه الكائنات، أثر ذلك الغياب أو النقص في قوة وثبات هذا النسيج الأحيائي.
وتتميز المناطق الجغرافية المختلفة على هذه الأرض عن بعضها البعض بوجود أجناس وأنواع محددة من النباتات والحيوانات والكائنات الحيّة الدقيقة، فكل منطقة تتميز عن المنطقة الأخرى بكائناتها الخاصة بها.
ويمكن أن نعرف مصطلح التنوع الأحيائي في البيئة في الآتي:
هو وجود مدى واسع من الأنواع المختلفة في الجنس والنوع من الكائنات الحية، الموجودة أصلاً بصورة طبيعية في بيئة واحدة، لتضم بذلك هذه البيئة النباتات بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها، وتضم أيضاً الكائنات الحيّة الحيوانية الفقارية كالحيوانات الثديية والطيور، والكائنات الحيّة اللافقارية كالديدان والحشرات، وتضم كذلك الكائنات الحيّة الدقيقة المجهرية كالبكتريا والفطريات والطحالب وغيره.
هذا التنوع الأحيائي له دور مهم ووظيفة عظيمة، ولم يقف الإنسان على حقيقة أهمية ودور التنوع الأحيائي في البيئة بشكل دقيق إلا في السنوات الأخيرة من هذا القرن، خاصة بعدما عمل الإنسان بنشاطاته المختلفة على انقراض بعض أنواع الكائنات الحية النباتية والحيوانية، فحتى سنوات قليلة مضت، كان الانطباع لدى عامة الناس على التنوع الأحيائي أو التنوع الحيوي يقتصر على الناحية الجمالية في الطبيعة، غير أن التوسع في الدراسات البيئية، والتعمق في التخصص الدقيق المتعلق بعلاقات أنواع الكائنات الحيّة بعضها ببعض، قد أظهر الأهمية الكبيرة والدور العظيم الذي يقوم به التنوع الأحيائي في البيئة وحياة الإنسان، مما جعل اعتبار التنوع الحيوي كعنصر مرادف لجمال الطبيعة بعيداً جداً عن موقعه الأول، وجعله في آخر الاعتبارات.
لقد دلت نتائج الدراسات والأبحاث البيئية أن انقراض نوع واحد من الأنواع الحيّة التي توجد في أي منطقة من المناطق على الكرة الأرضية يؤدي إلى تفكيك مكونات النسيج الأحيائي البيئي وخلخلته وإلقائه على حافة المجهول، ولا يقتصر أمر هذا الضرر على المنطقة التي يحدث فيها خلل التوازن البيئي فقط، وإنما ينتقل هذا الضرر إلى المناطق الأخرى المجاورة.
إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد خلق كل شيء في أرجاء الكون بقدر موزون، فكل شيء أوجده الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض أو أوجده في الكون كله يخضع لعملية التوازن الطبيعي، وله وظيفة ومهمة يؤديها ويقوم بها في البيئة، ومن أجل أن تسير أمور الحياة بشكلٍ متناسق موزون، فقد جعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا الوجود الآلية الطبيعية الذاتية التي تقوم بعملية التوازن الطبيعي، بحيث لا يطغى مخلوق على مخلوق آخر إلاّ بما قدره الله سبحانه وتعالى. ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بوضوح في آيات قرآنية عديدة.
ومن هنا نرى أن جميع الكائنات الحيّة النباتية والحيوانية والكائنات الحيّة الدقيقة بمختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها لها دور مهم عظيم في البيئة، إذ إنها تتفاعل مع بعضها البعض تفاعلاً معقداً دقيقاً موزوناً، غير أن الإنسان ربما تدخل بشكل مباشر عن طريق نشاطاته المختلفة، وعمل على تغيير التوازن الطبيعي الذي أوجده الله ـ سبحانه وتعالى ـ في البيئة من أجل صالحه، وجميع الكائنات الحيوانية التي أوجدها الله في الأرض إنما هي وجدت من أجل المنفعة والمصلحة، وكلنا نعلم الدور الذي تقوم به الحيوانات، فهي على سبيل المثال إضافة إلى كونها من مصادر الغذاء للإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، فهي أيضاً تلعب دوراً مهماً في النظام البيئي، وتساهم في المحافظة على بقاء مكونات البيئة الحيّة. لذا فإن عمل الإنسان بقصدٍ أو من غير قصد على الإخلال بهذا التوازن الطبيعي، وتسبب في انقراض أو نقص أو تزايد أعداد كائن حي ما يعيش في بيئة معينة، فهو بذلك يكون قد أثر على وجود الكائنات الحية الأخرى في هذه المنطقة، وتتأثر بذلك حياة الإنسان بشكلٍ مباشر وغير مباشر.
من مقال للدكتور / عبدالبديع حمزة زللي
أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي بكلية العلوم
ورئيس وحدة البحوث البيئية والصحية- جامعة أم القرى ـ المدينة المنورة